وَسلِ المعطِّلَ عنْ مسَائِلَ خمْسَةٍ |
تُــرْدِي قــواعِدَهُ مــن الأرْكَــانِ |
قُلْ للمُعطِّلِ: هَلْ تقولُ إلهُنَا الْــ |
معْبُـــودُ حقًّا خـــارجَ الأذْهَـــانِ؟ |
فإِذَا نَفَى هَذَا فَذَاكَ مُعَطِّلٌ |
لِلـــرَّبِّ حقًّـــا بالغُ الكُفْـــرانِ |
وإذَا أقَرَّ بِهِ فسَلْهُ ثَانيًا: |
أَتَـــرَاهُ غيرَ جَمِيع ذِي الأكْوانِ؟ |
فإِذا نَفَى هَذَا وقَالَ بأنَّهُ |
هُـــوَ عَيْنُهَا ما ههُنـــا غيْرَانِ |
فقدِ ارْتَدَى بالاتِّحادِ مصرِّحًا |
بالكُفْـــر جَاحِـــدَ ربِّه الرَّحْمنِ |
حَاشَا النَّصَارَى أن يكُونُوا مثلَهُ |
وهُمُ الحَمِيرُ وعَابدُو الصُّلْبَـــانِ |
هُمْ خصَّصُوهُ بالمسِيح وأمِّهِ |
وأولاءِ ما صَانُـــوهُ عنْ حَيَوانِ |
فإذَا أقرَّ بأنَّهُ غيرُ الوَرَى |
عَبْـــدٌ ومعْبُودٌ هُمَـــا شيْئَانِ |
فاسأَلْهُ: هلْ هَذا الوَرَى في ذَاتِهِ |
أم ذَاتُهُ فيـــهِ هُنَـــا أمْـــرَانِ؟ |
فإذَا أقَرَّ بواحدٍ مِنْ ذينِكَ الْــ |
أَمْرَينِ قبّلَ خـــدَّه النَّـــصرانِي |
ويقولُ: أهلًا بالذِي هوَ مِثْلُنَا |
خُشْدَاشُنَا وحَبِيبُـــنَا الحقَّـــانِي |
وإذا نَفَى الأمْرَينِ فَاسْأْلهُ إِذًا: |
هَلْ ذاتُهُ استَغْنَتْ عنِ الأَكْـــوَانِ؟ |
فَلِذَاكَ قَامَ بنفْسِهِ أمْ قامَ بالْــ |
أَعْيـــانِ كالأعْـــرَاضِ والألْوانِ؟ |
فإذا أقَرَّ وقَال: بَلْ هوَ قائمٌ |
بالنَّفْسِ فَاسْـــأَلْهُ وقـــلْ: ذاتانِ |
بالنَّفسِ قائِمتَانِ أخبِرْنِي هُمَا |
مِثْـــلَانِ أو ضِـــدَّانِ أو غَيْرانِ؟ |
وَعَلَى التقَادِيرِ الثَّلاثِ فإنَّهُ |
لولَا التَّبايُنُ لَم يكـــنْ شَيْئَـــانِ |
ضِدَّينِ أو مِثْلَينِ أو غَيْرينِ كَا |
نَا بلْ هُـــمَا لا شَكَّ مُتَّـــحِدَانِ |
فَلِذَاكَ قلنَا إنَّكُمْ بابٌ لِمنْ |
بالاتّحَـــادِ يقـــولُ بلْ بَابَانِ |
نَقَّطْتُمُ لهُمُ وهُمْ خَطُّوا عَلَى |
نُقَطٍ لكُـــمْ كمُـــعَلِّم الصِّبيَانِ |
نونية ابن القيم الكافية الشافية
(الأبيات من 1093 - 1112)