اللهم كُن لأهلنا في غزّة مؤيّداً ونصيراً وظهيراً

ذكر فوائد الأهلّة في ثلاث آيات من القرآن

ولو أنَّ العبدَ وُصِفَ له جِرْمٌ أسودُ مستديرٌ، عظيمُ الخَلْقِ، يبدو فيه النُّور كخيطٍ مُتَسَخِّنٍ، ثُمَّ يتزايد كلَّ ليلةٍ حتَّى يتكَامَلَ نورُه، فيصير أضوأَ شيءٍ، وأحسنَه، وأجملَه، ثُمَّ يأخذ في النقصان حتَّى يعود إلى حاله الأوَّل، فيحصل بسبب ذلك معرفةُ الأشهر والسنين، وحسابُ آجال العالم من مواقيت حَجِّهم، وصلاتهم، ومواقيت إجَاراتهم، ومُدَايَنَاتهم، ومُعَامَلاتهم التي لا تقوم مصالحهم إلا بها، فمصالح الدنيا والدِّين متعلِّقةٌ بالأهِلَّة.
وقد ذكر - سبحانه - ذلك في ثلاث آياتٍ من كتابه:
أحدها: قوله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189].
والثانية: قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} الآية [يونس: 5].
والثالثة: قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} الآية [الإسراء: 12].
فلولا ما يُحْدِثُه الله - سبحانه - في آية الليل من زيادة ضوئها ونقصانه؛ لم يُعْلم ميقات الحجِّ، والصوم، والعِدَدِ، ومُدَّةِ الرَّضَاعِ، ومدَّةِ الحمْلِ، ومُدَّةِ الإجارة، ومُدَّةِ آجال المعاملات.
فإن قيل: كان يمكن عِلْمُ هذا بحركة الشمس، وبالأيام التي تُحْفَظُ بطلوع الشمس وغروبها، كما يعرف أهل الكتابين مواقيت صيامهم وأعيادهم بحساب الشمس.
قيل: هذا وإن كان ممكنًا إلا أنَّه يَعْسُرُ ضَبْطُه، ولا يقف عليه إلا الآحاد من النَّاس، ولا ريب أنَّ معرفةَ أوائل الشهور وأوساطِها وأواخِرِها بالقمر أمرٌ يشترك فيه النَّاس، وهو أسهل من معرفة ذلك بحساب الشمس، وأقل اضطرابًا واختلافًا، ولا يحتاج إلى تكلُّفِ حسابٍ، وتقليدِ من لا يعرفه من النَّاس لمن يعرفه، فالحكمةُ الباهرةُ التي في تقدير السنين والشهور بسير القمر أظهرُ، وأنفعُ، وأصلحُ، وأقلُّ اختلافًا من تقديرها بسير الشمس.
فالرَّبُّ جل جلاله دبَّر الأهِلَّةَ بهذا التدبير العجيب لمنافع خلقه في مصالح دينهم ودنياهم، مع ما يتَّصل بذلك من الاستدلال به على وَحْدَانِيَّته، وكمال حكمته، وعلمه، وتدبيره. فشهادةُ الحقِّ بتغيُّر الأجرام الفلكية، وقيامُ أدلَّة الحدوث والخَلْق عليها. فهي آياتٌ ناطِقةٌ بلسان الحال على تكذيب الدهريَّةِ، وزنادقةِ الفلاسفة، والملاحدة؛ القائلين: بأنَّها أَزَلِيَّةٌ أبَدِيَّةٌ لا يتطرَّقُ إليها التغيير، ولا يمكن عَدَمُها.


التبيان في أيمان القرآن (ص: 251 - 253)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله
hacklink al hack forum organik hit film izle สล็อตmatbetmatbetnorsk casinokingbet188บาคาร่าสล็อตเว็บตรงสล็อตเว็บตรงmeybetvaycasinobahisdiyotestparibahisgrandpashabet güncel giriş94memocan)หวยออนไลน์bets10 girişsahabet94memocan)meritkingantalya escortdeneme bonusu veren sitelerdeneme bonusu veren sitelersophie rain leakpadişahbetmeritkingcasibomcasibombycasino girişbycasino giriş140betvaycasinovaycasinocasibomvaycasinodeneme bonusu veren sitelermarsbahismokkabetmeritkinggrandpashabetsahabetbettilt girişparibahis güncel girişWHOLESALE CUSTOM CLOSETScasibombetorroasgdfsfdgdfsgcasibomtakipcimxfree instagram likescasibomkareasbetceltabetcasibompadişahbetmeritkinggalabetmadridbetmadridbet girişPalacebetGrandpashabetBetsat girişBetpuanCasibombycasinobets10bahiscasinobetnanopashagamingfenerbahçepadişahbetpadişahbetpadişahbet güncel girişcasibomtoptan vozolsekabetmeritkingvdcasinoklasbahiscasibommarsbahisjojobetEskişehir Escortcasibominstagram hesap çalmataraftarium24kingroyalsahabetonwinсмотреть порноextrabetVdcasinosahabetLefkoşa ingilizce kursuaresbetcasibom girişcasibommarsbahistrendbetikimislimadridbetmeritkingmadridbetkingroyalmadridbetmeritkingmadridbetmeritkingkingroyal