وقفة مع قوله تعالى: (صبغة الله وَمن أحسن من الله صبغة)

الختان للحنفاء بِمَنْزِلَة الصَّبْغ والتعميد لعباد الصَّلِيب؛ فهم يطهرون أَوْلَادهم بزعمهم حِين يصبغونهم فِي المعمودية وَيَقُولُونَ الْآن صَار نَصْرَانِيّا؛ فشرع الله سُبْحَانَهُ للحنفاء صبغة الحنيفية وَجعل ميسمها الْخِتَان فَقَالَ: (صبغة الله وَمن أحسن من الله صبغة)...

وَالْمَقْصُود: أَن صبغة الله هِيَ الحنيفية الَّتِي صبغت الْقُلُوب بمعرفته ومحبته وَالْإِخْلَاص لَهُ وعبادته وَحده لَا شريك لَهُ، وصبغت الْأَبدَان بخصال الْفطْرَة من الْخِتَان والاستحداد وقص الشَّارِب وتقليم الْأَظْفَار ونتف الْإِبِط والمضمضة وَالِاسْتِنْشَاق والسواك والاستنجاء؛ فظهرت فطْرَة الله على قُلُوب الحنفاء وأبدانهم.


تحفة المودود بأحكام المولود (ص: 186)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله