*عبدالله بن سعيد أبو حاوي القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد انتقيت هذه الفوائد من الكتاب الماتع الموسوم بـ (الجامع لسيرة الإمام ابن القيم الجوزية خلال ستة قرون) جمع الشيخ علي العمران-حفظه الله- ومنها:
١- ذكره الذهبي في "المعجم المختص" وقال : وقد حبس مدة وأوذي لإنكاره شد الرحيل إلى قبر الخليل .
٢- والصفدي في "الوافي بالوفيات" وقال : ولم يخلف الشيخ العلامة تقي الدين مثله ، وذكر بعض تصانيفه وما قرأه من الكتب على مشايخه.
٣- وكذلك ذكره في "أعيان العصر" وأثنى عليه بكلام مسجوع يخطف القلب ويذهب باللب.
ومن ذلك : وأما الخلاف ومذاهب السلف فذاك عشه الذي منه درج ، وغابه الذي ألفه ليثه الخادر ودخل وخرج.
وقال : وما جمع أحد من الكتب ما جمع ، لأن عمره أنفقه في تحصيل ذلك، ولما مات شيخنا فتح الدين يقصد -ابن سيد الناس- اشترى من كتبه أمهات وأصولا كبار جيدة، وكان عنده من كل شيء في غير ما فن ولا مذهب ، بكل كتاب نسخ عديدة، منها ما هو جيد نظيف ، وغالبها من الكرندات -اي الأصول الضعيفة غير الجيدة - وأقام أولاده شهورا يبيعون منها غير ما اصطفوه لأنفسهم
٤- وابن شاكر في- عيون التواريخ- وقال : صار فردا في علوم شتى، مع كثرة الطلب ليلا ونهارا، وكان كثير الصلاة والابتهال والقراءة، حسن الخلق ، كثير التودد، لا يحسد أحدا ولا يؤذيه ولا يستغيبه ولا يحقد عليه .
٥- وذكره الحسيني في "ذيل العبر".
٦- وقال ابن كثير في "البداية والنهاية": وكنت من اصحب الناس له وأحب الناس إليه ، ولا أعرف في زماننا أكثر عبادة منه
٧- وفي "المنتقى من معجم شيوخ شهاب الدين ابن رجب" لزين الدين عبدالرحمن بن رجب أحد الأعلام ، نادرة المفسرين أوحد المحققين، وقد أوذي وامتحن مرات وتفقه بابن تيمية، إلى أن قال: سمع عليه شهاب الدين ابن رجب بعض مصنفاته ، وقال : وحصل لنا من مجالسته من النفع والحضور والذكر خير كثير وبركة ، فجزاه الله خيرا .
٨- وفي "الذيل على طبقات الحنابلة" لابن رجب وهو شيخه كما هو معلوم، وقد أطنب في الثناء عليه وذكر عبادته وتصانيفه ومن ذلك : وحج مرات كثيرة وجاور بمكة ، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمرا يتعجب منه .
ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة ، وسمعت عليه : قصيدته النونية الطويلة في السنة، وأشياء من تصانيفه وغيرها.
وكان الفضلاء يعظمونه ، ويتتلمذون له ، كابن عبدالهادي وغيره.
ولما ذكر "زاد المعاد" قال: وهو كتاب عظيم جدا .
ورؤيت له منامات كثيرة حسنة رضي الله عنه.
وكان قد رأى قبل موته بمدة الشيخ تقي الدين -رحمه الله- في النوم ، وسأله عن منزلته ؟ فأشار إلى علوها فوق بعض الأكابر ، ثم قال له : وأنت كدت تلحق بنا ، ولكن انت الآن في طبقة ابن خزيمة- رحمه الله-
٩- وذكره زين الدين العراقي في -الذيل على ذيل العبر-
١٠- وقال الفاسي في "إيضاح بغية أهل البصارة في ذيل الإشارة" : وتأذى ابن تيمية بسببه ، لأنه أعلن عن ابن تيمية بكثير من المسائل المنتقدة عليه ، وأوذي هو بسببها أيضا، وذكره أيضا في كتاب" تعريف ذوي العلا بمن لم يذكرهم الذهبي في النبلا"
١١- وقال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" : صاحب التصانيف المنوعة
١٢- وفي "الرد الوافر" له أيضا قال : له التصانيف الأنيقة ، والتآليف التي في علوم الشريعة والحقيقة
قال شيخنا الحافظ أبو بكر بن المحب فيما وجدته بخطه : قلت أمام شيخنا المزي : ابن القيم في درجة ابن خزيمة ؟ فقال : هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه .
١٣- وفي "السلوك لمعرفة دول الملوك "للمقريزي قال: ولزم شيخ الإسلام ابن تيمية بعد عوده من القاهرة سنة اثنتي عشرة وسبعمائة حتى مات ، وأخذ عنه علما جما ، فصار أحد أفراد الدنيا وتصانيفه كثيرة ، وقدم القاهرة غير مرة
١٤- وقال ابن قاضي شهبة في "تاريخه" : وكان يكثر العبادة ، ويفتي بمسألة الطلاق التي اختارها شيخه، وجرت له بسببها فصول يطول ذكرها مع القاضي تقي الدين السبكي وغيره ، وقد نال منه علماء العصر ونال منهم .
١٥- وذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة" فقال :وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك ، وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه ، وكان له حظ عند الأمراء المصريين ، واعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضرويا بالدرة، فلما مات أفرج عنه إلى أن قال : وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف ، وهو طويل النفس فيها ، يتعانى الإيضاح جهده، فيسهب جدا ، ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك ، وله في ذلك ملكة قوية .
١٦- وفي "تجريد الوافي بالوفيات" له أيضا قال : وشهرته تغني عن طرقه ، ومصنفاته كاسمه شهرة ، لم يخلف ابن تيمية مثله .
١٧- وذكره العيني في :عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان" وابن تغري في تصانيفه ، والحسيني حمزة في "المنتهى في وفيات أولي النهى"
١٨- وفي "المقصد الأرشد" لبرهان الدين ابن مفلح نقل عن ابن برهان الدين الزرعي : ما تحت أديم السماء أوسع علما منه ، وأوقف كتبا حسانا في علوم شتى
١٩- وذكره ابن عزم التونسي في "دستور الأعلام" .
٢٠- وقال السخاوي في "وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام" : رئيس أصحاب ابن تيمية، بل حسنة من حسناته، والمجمع عليه بين المخالف والموافق .
٢١- وفي "بغية الوعاة" للسيوطي : بدائع الفوائد، مجلدان ، وهو كثير الفوائد، أكثره مسائل نحوية
٢٢- وقال ابن شاهين في "نيل الأمل في ذيل الدول" :وكان واسع البال كثير الإطلاع وشهرته تغني عن مزيد ذكره
٢٣- وذكره النعيمي في "الدارس في تاريخ المدارس" ، والعليمي في "المنهج الأحمد" "والدر المنضد"، وابن إياس في" بدائع الزهور" ،
والداوودي في "طبقات المفسرين"، والزوكاوي في "الزيارات" ، ومرعي الكرمي في "الشهادة الزكية"، وحاجي خليفة في "سلم الوصول" .
٢٤- وقال ابن العماد في" شذرات الذهب": الفقيه الحنبلي بل المجتهد المطلق .
٢٥- وذكره الأدنهوي في "طبقات المفسرين"، وابن الحوراني في "الإشارات" ، وعبدالرحمن الدمشقي في "حدائق الإنعام"، وابن شقدة في" منتخب شذرات الذهب" ،وابن الغزي في "ديوان الإسلام" .
٢٦- وقال الشوكاني في "البدر الطالع" معلقا على قول الذهبي : ولكنه معجب برأيه ، جرئء على الأمور .
قلت الشوكاني : بل كان متقيدا بالأدلة الصحيحة، معجبا بالعمل بها ، غير معول على الرأي صادعا بالحق لا يحابي فيه أحدا ، ونعمت الجرأة ، وأثنى عليه في كتابه هذا ثناء عطرا كثيرا ومن ذلك :وبالجملة فهو أحد من قام بنشر السنة وجعلها بينه وبين الآراء المحدثة أعظم جُنة فرحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرا
٢٧- وفي "أبجد العلوم" لصديق حسن القنوجي : وكان عالما بالملل والنحل ومذاهب أهل الدنيا علما أتقن وأشمل من أصحابها إلى أن قال بعد ذكر تصانيفه: وعندي من هذه الكتب أكثرها ، وقد انتفعت به بتوفيق الله تعالى انتفاعا لا أستطيع أن أؤدي شكره، ووقفت على بعض هذه الكتب في سفر الحجاز والتقطت منها بعض الفوائد،
ثم ذكر من الثناء على هذا الحبر بما يقطع أنه استفاد كثيرا منه ومن كتبه ، وذكر أن من كانت كتب ابن تيمية وابن القيم والشوكاني والصنعاني عنده لم يحتج بعد ذلك إلى تصنيف أحد من المتقدمين والمتأخرين في درك الحقائق الإيمانية إن شاء الله تعالى، والتوفيق من المنان وبيده الهداية وهو المستعان ، ثم ذكر والد ابن القيم وأنه كان متعبدا قليل التكلف ، وذكر ولده إبراهيم وأنه كان فاضلا في النحو والحديث والفقه على طريقة أبيه ، وولده الآخر عبدالله وأنه كان مفرط الذكاء حفظ سورة الأعراف في يومين ، ونقل ثناء ابن كثير عليه وابن رجب وقال :كان أعجوبة زمانه ووحيد أوانه، وقد ذكره في كتابه "التاج المكلل" بنحو ما ذكر في أبجد العلوم.
٢٨- وذكره الخوانساري في كتابه "روضات الجنات"، والألوسي في "جلاء العينين" ، وقساطلي في "الروضة الغنّاء"
٢٩- وأجمعوا على أنه مات في رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة -رحمه الله تعالى - وغفر له وجمعنا به في جنته
٣٠- ثم سرد المحقق الشيخ محمد عزير شمس مؤلفاته المطبوعة وأماكنها المخطوطة وبعض المؤلفات المنسوبة، فجزاهم الله خيرا وبارك الله فيهم وفي أعمارهم ، وهنيئا لهم مثل هذا الأعمال الجليلة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
تنبيه : بعض الكتب التي ترجمت لابن القيم ولم انتقي منها فوائد هي مجرد تكرار لما كتبه السابقون في ترجمته - رحمه الله- ومجرد ذكرها جيد لمن أحب مزيد اطلاع .