من الأمور التي يعرف بها كون الحديث موضوعاً: سماجة الحديث وكونه مما يُسخر منه

ومنها:‌‌ سَماجة الحديث، وكَونه مما يُسخر منه، كحديث: "لو كان الأَرُزّ رجلًا، لكان حليمًا، ما أكله جائعٌ إلا أشبعه".

فهذا من السَّمِج البارد الذي تُصان عنه الفضلاء فضلًا عن سيد الأنبياء.

وحديث: "الجَوز دَواء، والجُبن دَاء، فإذا صار في الجَوف صار شِفاء".

فلعن الله واضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحديث: "لو يعلم الناس ما في الحِلبة لاشتروها بوزنها ذهبًا".

وحديث: "أحْضِروا موائدَكم البقلَ، فإنه مَطرَدة للشيطان".

وحديث: "ما من ورقة هِندباء إلا عليها قَطرة من ماء الجنة".

وحديث: "بِئست البَقلة الجِرجير، من أكل منها ليلًا بات ونَفسُه تُنازعه، وتَضرب عِرق الجُذام في أنفه، كُلوها نهارًا، وكُفوا عنها ليلًا".

وحديث: "فضل دُهن البنَفسج على الأدهان كفضل أهل البيت على سائر الخلق".

وحديث: "فضل الكُرّاث على سائر البُقول، كفضل الخُبز على الحُبوب".

وحديث: "الكَمأة والكرفس طعام إلياس واليسع".

وحديث: "إن للقلب فَرحة عند أكل اللحم".

وحديث: "ما مِنْ رُمّان إلا ويُلقّح بحبة من رُمّان الجنَّة".

وحديث: "رَبيع أُمّتي العِنب والبطّيخ".

وحديث: "عليكم بمداومة أكل العِنب مع الخُبز".

وحديث: "عليكم بالملح، فإنه شِفاء من سبعين داء".

وحديث: "من أكل فُولة بِقِشْرها أخرج الله منه [من] الداء مثلها".

لعن الله واضعه.

وحديث: "لا تَسبّوا الدّيك فإنّه صَديقي، ولو يَعلم بنوا آدم ما في صوته لاشتروا رِيشه ولَحمه بالذهب".

وحديث: "من اتّخذ دِيكًا أبيضَ لم يقربه شَيطان ولا سِحر".

وحديث: "إنّ لله دِيكًا عُنقه مَطوية تحت العرش، ورجلاه في التخوم".

وبالجملة: فكل أحاديث الديك كذب، إلا حديثًا واحدًا: "إذا سمعتم صِياح الدّيَكة، فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت مَلكًا".


المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عطاءات العلم (1/ 41 - 46)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله