روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من فِيِّ السقاء.
[فِيّ السقاء: هو فم الإناء الذي يوضع فيه الماء ويكون له فم يُشرب منه].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وفي هذا آداب عديدة:
منها: أن تردد أنفاس الشارب فيه يكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف لأجلها.
ومنها: أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء، فتضرر به.
ومنها: أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به، فيؤذيه.
ومنها: أن الماء ربما كان فيه قذاة أو غيرها لا يراها عند الشرب، فتلج جوفه.
ومنها: أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء، فيضيق عن أخذ حظه من الماء، أو يزاحمه، أو يؤذيه، ولغير ذلك من الحكم.
زاد المعاد في هدي خير العباد (٤/ ٢١٤).