البدعة شرٌ من المعصية وكلاهما شر 

ولما كانت البدع المضِلّة جهلًا بصفات الله وتكذيبًا بما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله عنادًا وجهلًا كانت من أكبر الكبائر -إن قصرت عن الكفر- وكانت أحبَّ إلى إبليس من كبار الذنوب، كما قال بعض السلف: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية: لأن المعصية يُتاب منها والبدعة لا يتاب منها... المذنب إنما ضرره على نفسه، وأما المبتدع فضرره على النوع، وفتنة المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة، والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه، والمذنب ليس كذلك، والمبتدع قادح في أوصاف الرب وكماله، والمذنب ليس كذلك، والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة، والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه.


الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: ١٤٥)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله