حكم إهداء الثواب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإن قيل: فما تقولون في‌‌ الإهداء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قيل: من الفقهاء المتأخرين من استحبَّه. ومنهم من لم يستحِبَّه، ورآه بدعةً؛ لأنَّ الصحابة لم يكونوا يفعلونه، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم له أجرُ كل من عمِل خيرًا من أمته، من غير أن يَنقُص من أجر العامل شيء؛ لأنه هو الذي دلَّ أمَّتَه على كلِّ خير، وأرشدهم، ودعاهم إليه. و «من دعا إلى هُدًى، فله من الأجرِ مثلُ أجور من اتبعه، من غير أن يَنقُص من أجورهم شيء». وكلُّ هدًى وعلم فإنما ناله أمته على يده، فله مثلُ أجر من اتَّبعه، أهداه إليه أو لم يُهْدِه. والله أعلم.


الروح (2/ 418 – 419 ط عطاءات العلم)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله