هل الروح قديمة أم محدثة؟

فهذه مسألةٌ زلَّ فيها عالَم، وضلَّ فيها طوائف من بني آدم. وهدى الله أتباعَ رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين. فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها ‌محدَثةٌ ‌مخلوقة ‌مصنوعة مربوبة مدبَّرة. هذا معلومٌ بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما يُعلَم بالاضطرار من دينهم أنَّ العالَم حادث، وأنَّ معاد الأبدان واقع، وأنَّ الله وحده الخالق، وكلُّ ما سواه مخلوق له. وقد انطوى عصرُ الصحابة والتابعين وتابعيهم ــ وهم القرون المفضَّلة ــ على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها، وأنها مخلوقة.


الروح (2/ 420 ط عطاءات العلم)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله