المراد بقوله تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)

وقال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء/ 28] قال طاووس ومقاتل وغيرهما: لا يصبر عن النساءِ. وقال الحسن: هو خلقه من ماءٍ مهينٍ. وقال الزجّاج: ضعف عزمه عن قهر الهوى. والصواب أنّ ضعفه يعمُّ هذا كلّه، وضعفه أعظم من هذا وأكثر، فإنّه ضعيف البنية، ضعيف القوة، ضعيف الإرادة، ضعيف العلم، ضعيف الصبر. والآفات إليه مع هذا الضعف أسرعُ من السيل في الحَدور. فبالاضطرار لا بدّ له من حافظ معين يقوّيه ويعينه وينصره ويساعده، فإن تخفى عنه هذا المسعِد المعين فالهلاكُ أقرب إليه من نفسه.


طريق الهجرتين وباب السعادتين (1/ 228 - 229)

  • المصدر: موقع الإمام ابن القيم رحمه الله