طيب: ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «حبب إلي من دنياكم: النساء والطيب. وجعلت قرة عيني في الصلاة».
وكان - صلى الله عليه وسلم - يكثر التطيب، وتشتد عليه الرائحة الكريهة، وتشق عليه. والطيب غذاء للروح التي هي مطية القوى. والقوى تتضاعف وتزيد بالطيب، كما تزيد بالغذاء والشراب، والدعة والسرور، ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة، وغيبة من تسر غيبته ويثقل على الروح مشهده كالثقلاء والبغضاء فإن معاشرتهم توهن القوى وتجلب الهم والغم، وهي للروح بمنزلة الحمى للبدن، وبمنزلة الرائحة الكريهة. ولهذا كان مما جنب الله سبحانه الصحابة بنهيهم عن التخلق بهذا الخلق في معاشرة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لتأذيه بذلك، فقال: {إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق} [الأحزاب: ٥٣].
والمقصود أن الطيب كان من أحب الأشياء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وله تأثير في حفظ الصحة، ودفع كثير من الآلام وأسبابها، بسبب قوة الطبيعة به.
زاد المعاد في هدي خير العباد - ط عطاءات العلم (٤/ ٤٩٦ - ٤٩٧)