وأما الفرقُ بين الحزم والجبن: فالحازم هو الذي قد جمع عليه همَّه وإرادته وعقله، ووزن الأمورَ بعضها ببعض، فأعدَّ لكلٍّ منها قِرْنه. ولفظةُ الحزم تدل على القوة والإجماع، ومنه: حُزمة الحطب، فحازمُ الرأي هو الذي اجتمعت له شؤون رأيه، وعرَف منها خيرَ الخيرين وشرَّ الشرين، فأحجمَ في موضع الإحجام رأيًا وعقلًا، لا جُبنًا ولا ضَعفًا.
كعاجزِ الرأيِ مِضياعٌ لِفرصتِه … حتى إذا فات أمرٌ عاتَبَ القدَرا.
الروح (2/ 666 ط عطاءات العلم)